في ظل ما تعيشه الساحة الاقتصادية العالمية من انفتاح الأسواق و حدة المنافسة نتيجة للتطورات العالمية الحديثة من مساعي دولية لعولمة النشاط الاقتصادي و تطور تكنولوجيا الاتصال و المواصلات التي ساهمت في اندماج الأسواق الدولية، فان المؤسسة الاقتصادية تواجه إشكالية مجابهة المنافسة التي تعيشها في أسواقها المستهدفة سواء منها المحلية أو الدولية ، و أصبحت مضطرة للتفكير في سبل تمكنها من مسايرة هذه المنافسة وازدحام الأسواق قصد ضمان إستمراريتها ونموها ضمن قطاع أعمالها و كسب اكبر حصة سوقية ممكنة ، كما نالت هذه الإشكالية قسطا كبيرا من اهتمام الباحثين والمفكرين على المستوى الأكاديمي قصد إبراز أفضل السبل لرفع تنافسية المؤسسات الاقتصادية في ظل انفتاح الأسواق واشتداد المنافسة ، وقد طرحت العديد من المداخل المقترحة لحل هذه الإشكالية، كما هو الحال بالنسبة لهذه الدراسة التي تهتم بالعنصر الأكثر ارتباطا برفع الطلب على منتجات المؤسسة (المزيج التسويقي) ، و رفع الحصة السوقية (استراتيجيات التوسع والتوجه نحو رحابة السوق الدولية ) و هو ما يترجم في استراتيجيات التسويقي الدولي.
ويختص التسويق بتلبية الحاجات الاستهلاكية و رغبات العملاء بما يسهم في تعزيز مكانة الشركات وزيادة حصص المبيعات فيها ويقصد بمفهوم التسويق الدولي القدرة على الاستفادة من فرص التجارة في الأسواق الخارجية وتحقيق النجاح والقدرة على المنافسة الدولية ويتضمن التسويق الدولي عمليات التبادل التجاري التي تتم بين الدول وعبر الحدود بما يسهم في تلبية متطلبات شرائح أكبر وأكثر تنوعاً من المستهلكين ويرى البعض أن التسويق العالمي هو كافة النشاطات التي تقوم بها المؤسسات بهدف تكوين علاقة قوية بين الأسواق ومقدار الأرباح متمثلة تلك العلاقة في الدراسة الجيدة للأسواق وتحليل العرض والطلب ونظام المنافسة بالإضافة لتحديد المنتج الذي يزداد عليه الطلب أو يمكن للشركة توفيره في تلك الأسواق وتحقيق قدر من التنافسية من خلاله وكذلك عمل الأبحاث اللازمة للوصول لأفضل سياسة إنتاج وتوزيع وبأفضل سعر متاح ويلي ذلك الاستعانة بالحملات التسويقية المختلفة والاستعانة بقنوات الاتصال والتوزيع المتعددة بما ينتج عنه تمويل مالي مستمر ناتج عن تبادل السلع بين جهة الإنتاج والمستهلك بما يلبي رغبات المستهلك ويزيد من ربحية الشركات وحصصها السوقية ويدعم في النهاية التنمية الاقتصادية المستمرة ويعتبر التسويق العالمي منظومة محددة تهدف لتوجيه السلع إلى المستهلكين من خلال عمليات التبادل التجاري بين الدول وبعضها البعض دون أن تختص عملية التسويق الدولي بالعمليات الأخرى المرتبطة بعملية التصدير ومها التأمين وتوفير القروض وعمليات النقل وغيرها بل يعد التسويق الدولي نشاط مرتبط بشكل مباشر بالمنتجات وعلاقتها بتلبية حاجات العملاء بشكل رئيس ويسهم التسويق الدولي في توفير العملات الصعبة وخلق المزيد من فرص العمل بالإضافة إلى تعزيز مكانة الشركات على النطاق الدولي .